رياض احمد عراقي عضو عراقي مميز
عدد الرسائل : 194 العمر : 54 الموقع : أبن عميد الاسره العمل/الترفيه : اللهم صلي على غوث المغيثين وعلى الاله وصحبه وسلم المزاج : عاشق رسول الله صلى الله عليه وسلم مزاجي : تاريخ التسجيل : 12/08/2008
| موضوع: هكذا تفعل الدنيا الخميس ديسمبر 22, 2011 10:44 am | |
| يروى أن نبي الله عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام كان بصحبته رجل من اليهود وكان مع اليهودي ثلاثة أرغفة من الخبز، ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى أنهما رغيفان فقط ، فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث ، فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين فقط لم يعلق نبي الله وسارا معاً حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع عيسى عليه السلام يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عز وجل ورد عليه بصرَه فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله وهنا سأل النبي عيسى عليه السلام صاحبه اليهودي مرة أخرى: بحق من شافا هذا الأعمى ورد عليه بصره أين الرغيف الثالث، فرد: والله ما كانا إلا اثنين سارا ولم يعلق سيدنا عيسى على الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا فقال اليهودي : كيف سنعبره؟ فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني فسارا على الماء فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله! وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة ثالثة :بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين لم يعلق سيدنا عيسى وعندما وصلا الضفة الأخرى جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً ، فتحولت الى ذهب فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟؟ فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي ، وسكت قليلا ، فقال اليهودي: والثالث ؟ فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث فرد بسرعة: أنا الذي أكلته فقال سيدنا عيسى : هي كلها لك ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا بعد أن جلس اليهودي منهمكا بالذهب لم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان فلما رأوا الذهب ترجلوا ، وقاموا بقتله شر قتلة مات ولم يستمتع به إلا قليلا! بل دقائق معدودة سبحانك يا رب ما أحكمك وما أعدلك بعد أن حصل كل واحد من اللصوص على كومة من الذهب بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا ، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية بدلا من توزيعها على ثلاثة فقال له صاحبه: فكرة رائعة فنادوا الثالث وقالوا له : ممكن تشتري لنا طعاما لنتغدى قبل أن ننطلق؟ فوافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟ وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك؟ فقام صاحبُنا بوضع السم في الطعام ليحصل على المال كله وهو لا يعلم كيد صاحبيه له وعندما رجع استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا وماتوا جميعاً وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده فقال هكذا تفعل الدنيا بأهلها فاعبروها ولا تعمروها | |
|
عبدالحميد العراقي عضو عراقي مميز
عدد الرسائل : 1242 العمر : 36 الموقع : مدينة جــدة العمل/الترفيه : مدير برج الزقزوق للأعمال المزاج : الحمد لله مزاجي : تاريخ التسجيل : 23/04/2011
| موضوع: رد: هكذا تفعل الدنيا الجمعة ديسمبر 23, 2011 11:28 pm | |
|
بارك الله فيك,, وعندي إضافة ...
.... إن من أكبر المشاكل البشرية عبر التاريخ هي الانغماس في حب الدنيا والابتعاد عن الله تعالى والغفلة عن حركة الزمن ومرور الوقت وطول الأمل , وقد قال الإمام أمير المؤمنين في حديث رائع وعظيم : " إن أخوف ما أخاف عليكم اثنان : إتباع الهوى وطول الأمل " . وفي مقابل ذلك, فإن من السعادة الحقيقية أن يعطي الإنسان لوقته ما يستحق من القدر والاهتمام ويتنبه لمرور الزمن, وطبعا فإن الله تبارك وتعالى يعرض الإنسان بين الحين والآخر إلى ما ينبهه ويذكره, ليخرجه من الغفلة والجهل و يعيده إلى وعيه ونضجه الفكري وصفاء روحه وفطرته السليمة . ومن هنا نشير إلى قضية مهمة جدا ينبغي للإنسان الاهتمام بها في حياته ألا وهي: محاسبة النفس في كل لحظة من لحظات المراجعة والمحاسبة العملية الدقيقة والرقابة الذاتية. فعلى الإنسان في الواقع والحقيقة أن يقيّم أفعاله وسلوكياته اليومية ويلاحظها بعين البصيرة المتأملة والواعية لمجريات الأمور وإيضاح السلبيات من جهة والإيجابيات من جهة أخرى وكيفية إيجاد حلول ومعالجات سريعة وضرورية إن لزم الأمر. وأن يكون دائما منتبها ومعتبرا ومتعظا فيما يدور من حوله " فالسعيد حقا هو من اتعظ بتجارب غيره ". فإذا خاف العاقبة, ونفذ هذا الخوف إلى عمقه ووجدانه, فقد بلغ الأمن والأمان في الدنيا والآخرة, لأن مخافة الله والابتعاد عن غضبه وعذابه يجعله في الحصن المنيع ضد هجوم الهوى وغزو الشيطان واحتياله ومكره.. لهذا نلاحظ أنه سوف ينال البصيرة .. والبصيرة تنتهي إلى الوعي والإدراك وكلاهما يوصلان ويجران إلى العلم والمعرفة. فإذا قيم الإنسان نفسه وصقلها جيدا , أصبح أكثر استعدادا ومقاومة وفاعلية في مواجهة العوامل الاجتماعية والنفسية الضاغطة , فيعرف ماذا سيفعل , وماذا يجب أن يبدي من رد فعل في مواجهة العواصف والكوارث . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يكون العبد مؤمنا حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه والسيد عبده )) .
حب الدنيا أهم الأسباب المؤدية إلى فساد النفس البشرية:
لا ريب ولاشك في ذلك أن الذين يركضون ويلهثون وراء الماديات والكماليات والمظاهر الدنيوية الفارغة من الجوانب المعنويات الروحية والأخلاقية وهمهم الوحيد والمصيبة الكبرى هي جمع المال والمتاع وزيادة الرصيد الحسابي والمنافسة التجارية والوصول إلى الشهرة والمنصب والجاه والمقام المعظم والمبجل في نظرتهم المادية الضيقة وبطرق غير شرعية وأخلاقية وإنسانية ولكنهم في حقيقة الأمر هم مخطئون تماما ولن ينالوا ولا ينالوا مبتغاهم وأهدافهم غالبا إلا بهضم حقوق الآخرين والصعود على أكتافهم وامتصاص دمائهم , وهذا بالطبع يؤدي من جهة إلى ألوان من الصراع والعداوات والفتن التي تسلب الراحة من الجميع ,إضافة إلى أن هذه المظالم تشكل وخزا في ضمير مرتكبيها , فيعود عليهم الضمير باللوم والتأنيب من جهة أخرى . وفي الحديث القدسي أن الله سبحانه وتعالى خاطب نبيه موسى عليه السلام فقال : (( واعلم أن كل فتنة بدؤها حب الدنيا , ولا تغبط أحدا بكثرة المال فإن مع كثرة المال تكثر الذنوب )) .
وكل ما نشاهده على الساحة الإقليمية والدولية والعالمية من حروب وصراعات ونزاعات دموية وجرائم إنما يعود إلى حب الدنيا ومتاعها وزينتها الفانية والزائلة . ولذلك روي عن الرسول صلى الله وعليه وسلم قوله : (( حب الدنيا رأس كل خطيئة ومفتاح كل سيئة )) . وقال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : (( أيها الناس إياكم وحب الدنيا فإنها رأس كل خطيئة , وباب كل سيئة , وقرآن كل فتنة , وداعي كل رزية )) .
اللّهم إنّي أعوذ بك أن أفتقر في غناك , أو أضلّ في هداك , أو أضام في سلطانك , أو أضطهد والأمر لك . اللّهم اجعل نفسي أول كريمة تنتزعها من كرائمي , وأول وديعةٍ ترجعها من ودائع نعمك عندي . اللّهم إنّا نعوذ بك أن نذهب عن قولك, أو نفتتن عن دينك. أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدى الذي جاء من عندك ". برحمتك يا أرحم الراحمين.
| |
|