المجازلة الشعرية

روحي بِقُربِكَ قَد نالَت مِنَ الاِربِ
ما تَرتضيهِ فَمرها في الهَوى تجب

فَضَع يَمينُكَ فَضلا فَوقَ مهجَتِها
تكف بِالكَف ما عانَتهُ مِن وَصب

لا تُنكِرَن مَزايا الحُب اِن لَهُ
في الراحَتَينِ لَراحات من التَعَب

وَاِنظُر تَر الصَب مَلقى لا حِراك بِهِ
باك تَردد بَين الماءِ وَاللَهب

اهواك لو ألقاك ميعاداً تكوّن بينَنا
أهواك ومضا ناعسا و سنا تدفّق ها هنا

أهواك حتى يهطل المطر العنيد
و يرحل الليل الذى مازال يقطن فوقنا

لك يا شعاعا جاء من خلف الضحى
يمشى مع الصوت الدوىِّ مهيمنا

نحن قوم نهوى الوجوه الحسانا
وبها الله زادنا إحسانا

وعلينا من المهيمن عين
أوسعتنا تحققا وعيانا

ولنا قد أدير خمر التجلي
وبه صار كأسنا ملآنا

هو المجد فاطلبه وإن عز طالبه
وجد وإن ضاقت عليك مذاهبه

وسارع إلى تشييد أركانه فلا
قرار لنا والعدل هدت جوانبه

ولا تتبع قول امرئ كل همه
غداء يغدى أو كعوب تلاعبه

فيصبح في ضيم ويمسي بذلة
مخافة أن تنأى عليه حبائبه

كيف أنسى منك الحوار البديعا
واللّقا الغضّ و الجمال الرفيعا

كيف أنسى و لا نسيت وعندي
ذكريات حرّى تذيب الضلوعا

كيف أنسى و لست أنسى لقاء
ضمّ قلبا صبّا و قلبا صديعا

ووصالا كانت تفيض معاني
علينا سكينة و خشوعا

عندما ضمّنا اللّقا في ذراعيه
نسينا ما في الوجود جميعا

و صبونا و عانق الحبّ حبّا
مثلما عانق الصباح الربيعا

وامتزجنا و الحبّ يضفي علينا
صبوات مرحى و جوّا وديعا

و بنان الهوى تغازل قلبينا
كما غازل النسيم الشموعا

يا توأم الروح و نور البصر
ضاقت مني الروح بهذا السفر

وغشت الوحدة عيني فما
يؤنس عيني كل هذا البشر

سوى محياك دجى حالك
فأين منه لمحة للنظر

تسعد أيامي وليلي كما
يسعد بالأنجم نضو السهر

وتذهب الوحشة عن خاطر
كم غالب الشوق وكم ذا صبر

يهواك إن غبت وإن حاضرا
يهواك في الوحدة أو في السمر

وما له إن غبت من سامر
سوى صدى أيامنا و الذكر

وما أمر الدهر إن مر بي
من غير أن يملا فراغ العمر!

راح صَحبي، وعاودَ القلب داءُ
من حبيبٍ طِلابُه لي عَناءُ

حسنُ الرأي والمواعيدِ لا يلفى لشيءٍ
مما يقولُ وفاء

مَنْ تَعَزَّى عَمّنْ يُحِبُّ، فإنّي
ليسَ لي ما حييتُ عنه عزاء

يهواكِ، ما عشتُ، الفؤادُ، فإن أمُتْ
يتبعْ صدايَ صداكِ بين الأقبرِ

إني إليكِ، بما وعدتِ، لناظرٌ
نظرَ الفقيرِ إلى الغنيِّ المكثرِ

تقضى الديونُ، وليس ينجزُ موعداً
هذا الغريمُ لنا، وليس بمُعسِر

ما أنتِ، والوعدَ الذي تعدينني
إلا كبرقِ سحابة ٍ لم تمطرِ

قلبي نصَحتُ له، فردّ نصِيحتي
فمتى هَجرَتِيه، فمنه تَكَثَّري

كل ليل أحسب في الصدر كم جرح دامي
لين ما أرقد وهذي حالتي كل ليلة

كيف أبا أنساك وأسهى عن غرامك مدامي
كل ما طاح مني جرح رديت أشيله

يوم فرقاك عيّت لا توقف عظامي
طحت وطاحت معاي الأمنيات الجميلة

يا عذولي .. وش تفيد به النصيحه
لا تعذل القلب .. وجروحه طريّه

من يداوي علة الروح الجريحه
ومن يسلي دمعة العين الشقيه

ان شكيت من الهوى .. قالوا فضيحه
وان سكت استنقدوا جرحي عليه

وان نويت البعد .. ضاقت بي الفسيحه
وان بغيت القرب .. خان القرب فيه

من عذلني في الهوى الله يبيحه
ومن عذرني .. ما حصل مني خطيه

يا موقد الشمعة ..
وجهي أنا .. أو نور ذا الشمعة ..
قاسي الشحوب ..
في رعشة الضي العليل ..
وتكبر مسافات الهروب ..
يا صاحبي الشمعة غروب ..
به قريةٍ .. تحت الظلام .. مريتها ماجيتها
وبنيةٍ .. تحت الظلام ..
ورسالةٍ في الليل ..
خانتها الحروف .. من القهر شقيتها ..

هلاّ رجعت إلى وصال متيّم
شبّ الغرام وشاب فيه المفرق

فامنن عليَّ بقبلة تسخو بها
كرماً كما يتصدق المتصدق

هيهات فاتت بعد فائتة الصبا
لذاتنا اللاتي لها أتشوق

هذاك أول تهددني وتشعل غيرتي غيره
ترى ماني على خبرك مثل ما كنت في الماضي

تقول اللحين سامحني ياعمي فضها سيره
أنا مرتاح من غيرك بلا حب وحكي فاضي

كنت احسب اني عرفت الحب قبل اعرفك
وعـشقت قبل اعشقك واشتقت قبل التقيك

وكنت احسب اني لقيت احباب قبل اوصلك
واثـري توهمت في غيرك وانا كنت ابيك

تـعال نـعطش وتـشربني وانـا اشربك
تـعال قـبل الـوعد اجلس معي نحتريك

تـعال شـفني وانـا اسـتناك كم اشبهك
يطري علي الف راي و راي واحتار فيك

هو الحب يا طفلتي لا الخطيئه
هو الوجد و اللحظات البريئه

أحبك أهواك فأعتصريني
حياتي بشتى الخطايا مليئه