السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التصوير الحراري لجلسة علاج باللمسة
الطاقة التي تنساب من يد المعالج أثناء جلسة العلاج
منذ أن عرفت البشرية الأمراض، وَجَدَ المريضُ مَنْ يَعوده ويضع يده على رأسه أو على موضع الألم في مُحاولة لمواساته أو التخفيف عنه، وكان المرضى في أغلب الحالات يجدون راحة في ذلك، وبتكرار وضع اليد فطن الناس إلى آثارها العلاجية وما ينتج عنها من راحة للمريض، ومن هنا كانت النشأة الفطرية لتأثير اللمسة في علاج المريض.
ولا يخفى على أحد تأثير اللمسة الحانية على الرأس: التي تجلب النوم الهادئ للطفل، وتسكن نفس اليتيم، وتربط جأش الطيور والحيوانات والخيول الجامحة، ولقد رأيت هنديا يُربِّتُ بيده على رأس أفعى فسكنت بعد أن كانت تكشر عن أنيابها.
وبعض الناس يسمي طاقة اليد التي تستخدم في العلاج: اللمسة الشافية، ونحن نعلم أن الشفاء يأتي من الله وحده وإنما جميع طرق العلاج هي أسباب فقط، وهو قوله تعالي: }وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِي{ سورة الشعراء الآية رقم: 80.
والعلاج باللمسة موهبة وضعها الخالق في اليد اليمنى لكل إنسان بدرجات متفاوتة، وعندما يُصابُ بالمرض تضعف تلك الطاقة فيحتاج للمسة الأصحاء على موضع شكواه، وثبت بالتصوير بجهاز كيرليان أن انبعاث الطاقة من اليد اليمنى يكون بدرجة أقوى وذات فاعلية أكثر من اليد الشمال.
ولعل من أصعب الحالات التي واجهتها: حالة فتاة في مقتبل العمر فقدت بصرها بدون مقدمات، ولقد احتار الأطباء في حالتها بعد أن أظهرت الفحوص الطبية الدقيقة سلامتها تماما، والمؤثر أنها كانت على وشك الزفاف، فأصبح مرضها مأساة بالنسبة لعائلتها، لأنك تشاهدها تنظر إليك ولكنها لا تراك، وقد اعتراها وأهلها حالة من الهلع، وبدأت جلسة العلاج وكان الأساس فيها الهدوء النفسي الذي بلغ أفضل مراحله واستمر ذلك قرابة الساعة في جو روحاني بديع تخلله بعض آيات من كتاب الله تعالى، وكان الهدف منها الوصول إلى اطمئنان القلوب، ثم طلبت منها أن تشرب رشفات من كوب ماء بنية الشفاء، ثم فاجأتها برش بعض الماء على وجهها ثلاث مرات مع الدعاء وتمني الشفاء لها بالشفاء، فكانت تشهق بعمق شديد كالغريق الذي طفا رأسه على سطح الماء، وأخذت تمسح الماء عن عينيها، وفجأة بدأت تنظر في وجهي بتفرس غير مصدقة وهي تبكي وتردد مرارا: أنا شايفة حضرتك.
هالة اليد أثناء العلاج باللمسة بجهاز كيرليان
هالة اليدين تظهر في الضوء بجهاز كيرليان
وعرفت جميع الحضارات اللمسة العلاجية، فلقد وُجِد على جدران المعابد الفرعونية، وفي الآثار الصينية القديمة ما يدل على أنَّ العلاج باللمسة من أقدم فنون العلاج التي استعملها البشر، ويرجع أصل كلمة: مسَّـاج إلى الأصل العربي: مَسَّ أو مَسَحَ أو مَسَّـدَ، أي: لمس أو حرَّك يده أو أصابعه فوق جسم المَريض أو شعره، ويسمى العلاج باللمسة عند الشعوب المختلفة بأسماء عدة منها: الريكي عند اليابانيين، وما وراء الحس الميتافيزيقي عند الروس، واللمسة الشافية عند الهنود والصينيين.
وفي الإسلام نجد أن من تمام عيادة المريض أن يضع الإنسان يده على رأس المريض أو جسمه ويدعو له، وهو ما رواه الترمذي، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ f قَالَ: "تَمَامُ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ يَضَعَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ قَالَ عَلَى يَدِهِ فَيَسْأَلُهُ كَيْفَ هُوَ؟" حديث رقم: 2655.
ولا يخفى على أحد أن ذلك يجلب عوامل الشفاء النفسي للمريض، وفي حديث آخر نجد أن وضع اليد اليمنى على رأس الإنسان يعطيه اطمئنان وهدوء نفسي، وهو ما رواه النسائي، عَنْ عِمرَان بن الْحُصَيْنِ أنَّهُ قَدمَ عَلَى النَّبِيِّ f بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ: "ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى ذُؤَابَتِهِ ثُمَّ أَجْرَى يَدَهُ وَسَمَّتَ عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ" حديث رقم: 4969.
ذُؤَابَتِهِ: هي الشعر المَضفور، وهي مَفرق الرأس أعلى الجبهة.
وَسَمَّتَ: من التسمية بمعنى الدُّعاء، وما بعدة عطف عليه.
[size=21][b]الإسلام أول من استخدم اليد اليمنى في العلاج
بعد استخدام التصوير بجهاز كيرليان تبين أن طاقة اليد اليمنى تزيد عن طاقة اليد الشمال بحوالي ثلاث مرات وأنها تمثل في الجسم القطب الموجب الذي يمكنه أن يعطي، ولعل تلك النتيجة قد وردت كإشارة في القرآن الكريم عندما ذكر اليد اليُمنى بمفرداتها (27) مرة، كما ذكر اليد الشمال بمفرداتها (عشر) مرات، ولذلك فإن العلاج الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للأمَّة يتم باستخدام اليد اليمنى مع الدُّعاء، وهو ما رواه البخاري، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبْ الْبَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا" حديث رقم: 5302.
العلاج باللمسة أول العلاجات التي يستخدمها المسلملعل ما ورد في الصحيح عن العلاج باللمسة كثير جدا ومتواتر عن فوائد وضع اليد الذي يجب أن يلجأ إليه الإنسان حال شعوره بأي شكوى تعتري جسده، وذلك قبل أن يتغلب عليه المرض وتخور قواه فيحتاج إلى نقل الطاقة إليه بواسطة أيدي غيره من البشر الذين يعودوه أثناء مرضه، وهو ما رواه الإمام مسلم، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقَالَ لَهُ: "ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ ثَلاَثًا، وَقُلْ: سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ" حديث رقم: 4082.
ووضع اليد اليمنى يجب أن يكون بمقدار وقت يسير في حدود عشر دقائق وهي المدة الكافية التي يدعو فيها الإنسان أو يقرأ ما يجلب الهدوء الشديد إلى نفسه وقلبه، فيقوي جهاز المناعة لديه ويمنحه النشاط للتغلب على أسباب المرض.
هالة اليدين تظهر في الضوء أيضا بجهاز كيرليان
هالة الأصبع بجهاز كيرليان
العلاج باللمسة (الريكي) على الطريقة اليابانيةكلمة ريكي Reiki مُصطلح ياباني يحتوي على مقطعين:
ري Rei، ومعناه: عالمي.
كي Ki، ومعناه: طاقة الحياة.
والكلمة تعني إجمالاً: طاقة الحياة العالمية.
والمصطلح مُستَعار مِن الفيزياءِ الذي علَّل بأنَّ ريكي: تتحكم في عَمل الذرَّات على مُستوى الجسم، فتحفز جزيئات الجسم على التذبذُب بكثافةِ أعلى، وهكذا تذوب عوائق الطاقة التي تؤدي إلى التنافر والمرض.
ويعتقد البعض أن الرِّيكي الياباني له جذور قديمة ومُمارسات كان البوذيون في جبال التيبت الصينية يقومون بها أثناء تقديم العلاج للمرضى، وتلك الممارسات كانت تندثر على مر القرون، حتى أعاد الدكتور ميكاو يُوسي اكتشافها ثانية، وهو أول من ألف كتابا عن الريكي في العالم، ثم قام الدّكتور شوجيرو هاياشي أحد تلاميذه بترجمة كتاباته في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ثم انتقل علم "الريكي" إلى باحثة يابانية أمريكية تدعى: تاكاتا هاوايو، والتي كانت تعيش في هاواي، فقامت بدورها بترجمة علوم الريكي ونشرتها في الغرب في السبعينات من القرن الماضي، وفي عام 1981 أسَّس تلاميذها رابطة الريكي التي يبلغ يزيد عدد أعضاؤها أكثر من عشرة آلاف عضو حول العالم.
وللسيدة هاوايا تاكاتا قصة مرضية غيرت مجرى حياتها، فقد كَانت مصابة بالعديد مِن الأمراض، منها ورم في البطن وكَانت على وشك أَن تَخضع لعملية جراحية، وكانت تعيش في هاواي عندما توفى زوجها فجأة وتركها وحيدة بدون دخل مَع طفلين، فملكها الحزن ومن ثمَّ ذلك المرض، فعادت إلى اليابان لإجراء العملية ولكن صوت بداخلها دعاها أن تجرب طريقًا آخر للعلاج، فتوجهت إلى عيادة د. هاياشي الذي قام بعلاجها بالريكي لمدة 8 شهور حتى تَعافت بالكامل، وأَصبحت في تلك الفترة طالبة تكرّس وقتها لتعمل في العيادة بجانب د. هاياشي، لكن التقاليد اليابانية لا تسمح للنِساء أن يُصبحن معلمات، وعلى مرِّ السنين لاحظ د. هاياشي تفوق تاكاتا على كثير من المعلمين الرجال في الريكي وشهد بعُمق الأداء لديها، فخرج عن التقاليد ومنحها شهادة الأستاذية في الريكي من الدرجة الأولى.
طاقة الأيدي عند الدعاء - 1
طاقة الأيدي عند الدعاء -2
نسبة الشفاء بين المرضى الذين تمَّ عِلاجهم باللمسةوضمن تلك التجارب عرض أحد الأطباء بالولايات المتحدة الأمريكية عيادته لعلاج 24 مَريضاً بأمراض مُختلفة، وكان الطبيب يُشخصُ المَرض للمُعالج لكي يُمرر يَده عليه، والنتيجة شفاء 21 مريضاً، واثنان من بين المرضى يحتاجان علاجاُ نفسياً، ومَريض واحد لم يستجيب للعلاج، ولقد شفيَ من بين الحالات مَريضٌ فشلت جهود الأطبَّاء في علاجه.
ومن بين الحالات التي شفيت أيضاً فتاة كانت على شفا الموت من وجهة النظر الطبيَّة، نتيجة لمرض مَعوي مُزمن، تحسنت حالتها مع العِلاج بالطاقة، ولكنها احتاجت لجلسات صباح ومساء لمدة ربع ساعة، لبضعة أيَّام، وكان المُعالِج يكتفي بوضع يده قريباً من جذع الفتاة دون أن يلمسها.
ولقد راقبت هذه الأبحاث الدكتورة "دولوريس كريجر" أستاذ علم التمريض بجامعة نيويُورك، وقرَّرت القيام بأبحاثها الخاصة وتركزت على الهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين في خلية الدَّم الحمراء، وافترضت أنَّ جهد المُعالج يجب أن يُسفر عن زيادة كميَّة الهيموجلوبين في الدَّم، واختارت 19 مريضاُ في التجربة الأولى خضعوا للعلاج بالطاقة، ثمَّ قامت بتحليل دمائهم فأتت النتائج إيجابيَّة تماماً.
وفي التجربة الثانية اختارت 29 مريضاً وزادت وقت العلاج فأتت النتائج أكثر إيجابيَّة، أمَّا في التجربة الثالثة فقد اختارت 75 مُمَرِّضة، ثمَّ انتخبت منهنَّ 32 مُمَرِّضة، ثمَّ انتخبت منهنَّ 16 مُمَرِّضة وقامت بتدريبهن على "اللمسة العِلاجيَّة"، وهيَ تعتقد أنَّ قدرة العِلاج بتمرير اليد غير مقصور على المُعالجين فقط، وأنَّ أي شخص عطوفٌ مُخلصٌ ومُحبٌ للخير ومُستقر الحالة العقليَّة والعاطفيَّة، يُمكنه أن يكتسب تلك الخبرة بسهولة تامَّة، وعقدت مُقارنة بين المُمرِّضات اللائي قامت بتدريبهن وجهد الأخريات، فوجدت أن النتائج إيجابيَّة تماماً قياساً على التغيير الذي طرأ على هيموجلوبين الدَّم.