"مختارات
المملكة حصلت على أعلى نسبة تأشيرات إلى واشنطن
السفير الأميركي للطلاب السعوديين: تربيتكم عوّدتكم الاحترام
متابعة - جدة: كشف السفير الأميركي في المملكة جيمس سميث أن الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة الأميركية يصنفون كأفضل الطلاب وأقلهم تسببا في المشاكل، مشيرا إلى أن تربية المجتمع السعودي عوّدتهم على احترام ذاتهم.
ووفقا لحوار أعدته الزميلة نسرين نجم الدين ونشرته "الوطن"، أوضح سميث أن المملكة حصلت على أعلى نسبة تأشيرات إلى الولايات المتحدة هذا العام، بعد رفع نسبة التأشيرات من قبل السفارة.
ودعا السفير إلى الوعي بأهمية الاستثمار في المرأة كاستراتيجية لخلق فرص العمل وللنمو الاقتصادي، مؤكدا تشجيع بلاده لسيدات الأعمال السعوديات، ومشاركتهن في البعثات التجارية والأنشطة والبرامج، وطرح المبادرة للمساعدة.
وبعد عامين عاشهما في المملكة، قال سميث عن خلاصة تجربته، إنه يعتقد أن مواطني هذا البلد يريدون فعلا أن يكون بلدهم عظيما.
ونحن في هذا الشهر الكريم، رمضان، كيف تستقبل الولايات المتحدة هذه المناسبة، وكم عدد الأميركيين المسلمين في بلدكم؟هناك نحو 6 ملايين أميركي مسلم في الولايات المتحدة الأميركية، حيث مبدأ البلد هو احترام الأديان والثقافات جميعها.
وهنا لا نتحدث عن إعطاء الفرصة للمسلمين لممارسة إسلامهم، ولكن نتحدث عن المشاركة في الممارسة، واليوم هناك نحو 1900 مسجد في أميركا، وهي تمثل مختلف الثقافات والتقاليد، وخلال رمضان يجتمع الملايين من الأميركيين المسلمين في المساجد التي تعكس ثقافة مجتمعاتهم، ويصلون ويحتفلون معا.
السفارات الأميركية لها بروتوكولات معينة في التفاعل مع الشهر الكريم، فما هي الفعاليات التي تنسق لها السفارة في هذا الإطار؟الكثير.. وأبرز ما نشارك به هو الخطاب الذي يوجهه الرئيس أوباما، برؤيته، لأكثر من 5 مليارات شخص حول العالم، وفي كل إطلالة لرمضان، نتابع تهنئة الرئيس الأميركي وكذلك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للعالم الإسلامي، فيما يحتفل البيت الأبيض بإفطار رمضاني، وكذلك تفعل السفارات والقنصليات الأميركية أيضا، حيث رمضان مناسبة إيجابية لنا جميعا.
وفي السفارة بالرياض والقنصليات في جدة والظهران، نحتفل كل عام بهذه المناسبة مع نظرائنا السعوديين، حيث ننظم ونلبي دعوات الإفطار والسحور، كما أن لدينا موظفين يمثلون أكثر من 53 جنسية، معظمهم مسلمون، وندعمهم في هذا الوقت للتأمل والصلاة وكذلك نتشارك معهم ونحتفل معهم.
رغم أن عددا كبيرا من الأسر السعودية عادت لرسم مؤشرها السياحي نحو الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن القلق ما زال يساور السعوديين حول عدم ترحيب الشعب الأميركي بهم، فما هو تعليقكم؟ وما رسالتكم للشعب السعودي؟هذه كانت صعوبات الأمس، أحيانا أسمع تلك المقولات وأشعر بذلك القلق معها، إلا إنني أود التأكيد على أن ثقافتنا مبنية على تعايش الناس مع بعضهم البعض، وبرنامج تبادل الطـلاب اليافعين (YES) مثال جيد لذلك، فجميع الطلاب القادمـين من السعودية كانوا مرحبا بهم كثيرا في أميركا، والسفير السعودي عادل الجبير قريب من هذا، وفي بداية عملي كنا قلقين من الفكرة السائدة حول ما كان يعانيه البعض في المطارات، وربما يحدث أحيانا بسبب تشابه بعض الأسماء، ولكن نعتقد -وبثقة- أننا عبرنا تلك المرحلة.
ولكن هل تتوقعون زيادة عدد السياح السعوديين في الولايات المتحدة في الأعوام المقبلة؟ وهل لديكم خطط لذلك؟في عام 2000، أصدرت السفارة الأميركية والقنصليات في السعودية 68 ألف تأشيرة زيارة للسعوديين، في حين وصلت العام الماضي إلى 80 ألف تأشيرة، أما مع نهاية هذا العام فسيصل عددها إلى 90 ألفا.
لقد زادت نسبة إصدار التأشيرات في المملكة 20 ٪ عن العام الماضي، وستصل الزيادة إلى 40% مع نهاية هذا العام، ومن هنا أستطيع أن أقول إننا نعمل بجد لمنح فرصة أكبر للسعوديين للحصول على التأشيرات وزيارة الولايات المتحدة.
ولكن ما زالت نسبـة التأشرات الممنوحة والإجراءات لا تقـارن بما كانت عليه قبـل الحادي عشـر من سبتمـبر، ففـي ظـل الطلـب المتزايد على التأشـيرات، هل هناك خطط لزيـادة عدد التأشيرات الممنوحة للسعوديين؟نحن نعمل بجد لتقليص فترات الانتظار والتأخير، ففي بداية عملي في هذا البلد، كان الانتظار ثلاثة أشهر، ولكن حاليا الانتظار هو 14 يوما، ونحن نعمل كل ما بوسعنا للتأكد من أن يخضع طالبو التأشيرات لدينا في جدة، والرياض، والظهران، لمقابلة محترمة وسلسة ومهنية، ولقد حققنا تقدما كبيرا هذا العام باستئناف إجراءات منح التأشيرات في أنحاء السعودية، وسنستمر في العمل على تحسين عملية الإصدار، وفخورون بأننا تمكنا من تلبية طلبات أكثر من 56 ألف سعودي منذ يناير 2011، وسنستمر في العمل لتلبية جميع الاحتياجات المطلوبة.
كم بلغ عدد السعوديين الذين رفضت طلباتهم للحصول على تأشيرة إلى الولايات المتحدة؟ وما هي أسباب الرفض؟سأقول لك خبرا جيدا.. فالمملكة حققت أعلى نسبة تأشيرات مقبولة إلى الولايات المتحدة هذا العام. وبشكل عام لا نناقش حالات خاصة لرفض التأشيرة، انطلاقا من احترام خصوصية المتقدمين لنا.
إن بعض السعوديين يعتقدون أننا نراقبهم أكثر من الآخرين، وهذا غير صحيح، فأكثر الجهود التي نؤديها في مجال التأشيرات بشكل عام، تصب في التأكد من أن المسافر لا يود السفر إلى الولايات المتحد ثم الهجرة إلى الأبد، وبعكس ما نواجهه من المسافرين في أكثر دول العالم، هذا التحدي لا نواجهه مع المسافرين السعوديين، لأن الشعب السعودي يود دائما العودة إلى بلاده، وهذا الأمر يمنحنا الحرية والمرونة في إصدار التأشيرات أكثر للسعوديين.
إذاً ما نصيحتكم للذين يرغبون بإصدار تأشيرات؟أنصحهم بالتخطيط المسبق، وألا يتأخروا في التقدم بالطلب.
ما الذي يميز الجامعات الأميركية؟ وماذا تضيف لمخرجات التعليم السعودية؟أخبرني الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أنه يود إفساح المجال أمام الشباب للذهاب إلى الخارج والتواصل مع نظرائهم حول العالم، واحترام ثقافاتهم وأديانهم، وهذه ميزة الاندماج الحضاري مع بقية شعوب العالم.
إن الجانب الاجتماعي هو الجزء المهم الذي يميز التعليم في الجامعات الأميركية التي تضم ثقافات عدة، أما القسم الآخر فإن مركز التعليم في الولايات المتحدة، يستند على التفكير الإبداعي، من اتخاذ القرار، ومواجهة التحديات والتفكير والحصول على بعض التعليم ثم تطبيقه بأسلوب المتعلم الخاص، وهو ما يتناسب مع السعوديين، ليضيفوا ذلك إلى علومهم.
يعتبر البعض أن استضافة الولايات المتحدة لـ 40 ألف طالب عدد قليل. هل هناك فرصة لزيادة عدد المقبولين في تلك الجامعات؟الواقع أن لدينا نحو 43 ألف طالب سعودي يشاركون في التبادل التعليمي في مختلف البرامج هذا العام، ومع عائلاتهم يصبح العدد 70 ألف سعودي.
العديد منهم حصلوا على منح دراسية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين، ولكن هنالك آخرين يدرسون بشكل مستقل في الجامعات والمدارس الطبية، ومعاهد اللغة الإنجليزية، وكليات المجتمع.
إن التعليم ذو أهمية مشتركة لبلدينا. نحن نعمل بشكل وثيق مع المدارس والمربين، والمسؤولين الحكوميين السعوديين والأميركيين لزيادة هذه التبادلات. وبالناسبة أريد أن أؤكد أنه لم يتأخر أي طالب سعودي عن تاريخ الالتحاق بجامعته العام الماضي بسبب التأشيرات.
إن التعليم في جامعات الولايات المتحدة الأميركية أعلى من الجيد، إلا أنه يجب النظر إلى أين وصلت مستويات الجامعات والتعليم هنا في السعودية، لأن لديكم جامعة الملك عبد الله، ووصلتم الآن إلى 32 جامعة، وجامعة الأميرة نورة مثال رائع، وأيضا جامعة القصيم.
وأعتقد أنه يجب أن توضع جميع الأمور معا، وكيفية قيادة التعليم على المدى البعيد بصورة إيجابية، ولكنْ بالتأكيد السعوديون مرحب بهم ليتعلموا عندنا.
تعقد بعض المؤسسات التعليمية السعودية اتفاقيات علمية وأكاديمية مع المؤسسات العلمية الأميركية، هل لديكم خطط لتوسيع قاعدة التعاون في هذا المجال؟دورنا هو تسهيل عملية التقاء هذه المؤسسات العالمية.
نحن نعمل دائما لتوسيع نطاق الشراكات التعليمية بين أميركا والسعودية، وحاليا أفضل الجامعات الأميركية لها علاقات شراكة أكاديمية مع جامعات ومعاهد ومدارس سعودية.
وأرى نجاحات أكثر وأكثر في هذه الشراكات دوما، ومنها: كلية ينبع الصناعية وجامعة انديانابولي، كلية عفت وكلية برات للهندسة من جامعة ديوك، دار الحكمة وجامعة بيركلي في كليفورنيا، وهذه برامج ديناميكية جدا.
وما أراه أن نظام التعليم في السعودية يحاول أن يرتقي إلى أفضل الخبرات العلمية في العالم ويعمل على تطوير التعليم بشكل جيد هنا.
هناك مشكلات يواجهها بعض الطلاب السعوديين، ربما بسبب عدم معرفة بالقوانين والأنظمة الأميركية، كيف تتفاعلون مع هذه القضية؟في قنصلياتنا في الظهران وجدة والسفارة في الرياض، لدينا أقسام للتوعية والتثقيف حول الأنظمة والقوانين الأميركية، كما أن موقع السفارة يقدم خدمة الإنترنت للاستشارات الطلابية في السفارة والقنصليات أسبوعيا لتوعية وتعليم الطلاب المتوجهين إلى أميركا، وأيضا الملحقية الثقافية في واشنطن تستضيف دورات إجبارية لتعليم الطلاب السعوديين القوانين والأنظمة في الولايات المتحدة الأميركية.
ويمكن للطلبة السعوديين الذين لديهم أسئلة، الاتصال بمستشارينا التعليميين في كل من جدة والرياض والظهران عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني وتحديد المقابلات الشخصية.
ولكن على أية حال الطلاب السعوديون في أميركا، يعدون من بين أفضل الطلاب وخصوصا في جانب التسبب أو التعرض للمشاكل، الآباء والأمهات السعوديون علموا أبناءهم احترام أنفسهم، لهذا لا يقعون كثيرا في المشاكل، ولكن قد يحدث أحيانا بسبب صدمة التعرف على ثقافة جديدة.
لذلك نصيحتي لهم دائما: لا تجلس خلف باب غرفتك، ولكن من اليوم الأول اخرج وقابل الآخرين وكون أصدقاء، وحالما تتواصل مع المجتمع الأميركي هم سيساعدونك، ونحن نحث الطلاب السعوديين على التحدث إلى الأصدقاء وأفراد العائلات الذين سبق أن درسوا في الولايات المتحدة، للتعلم من تجاربهم.
ذكرتم في لقاءات سابقة رغبة حكومتكم في توسيع أفق التعاون التجاري بين الولايات المتحدة والسعودية.. فما هي التسهيلات الأحدث التي منحتها حكومتكم لسيدات ورجال الأعمال السعوديين؟إنني أقضي 60% من وقتي في إيجاد فرص الشراكات التجارية، لأن العلاقات الثنائية تعتمد على قاعدة التبادل التجاري والتعليمي والطبي وعلاقات الإنسان بالإنسان. ونحن نحاول أن نربط الأعمال الأميركية بالسعودية، وأخذ الأفضل منهما للمشاريع.
وأحد هذه الأمثلة الشراكة بين شركة جنرال إلكتريك وعائلة التميمي والتي ستطلق في يونيو المقبل أول مصنع محركات في الظهران، وسيكون العاملون فيه من الرجال والنساء، وهو حرص على وجود العنصر النسائي كعنصر فعال مع المحافظة على العادات والتقاليد السعودية.
الكثير منا يؤمن بأن الاقتصاد الناجح ينشأ على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والرئيس أوباما استضاف مؤتمر المبادرات للمشاريع الصغيرة في واشنطن للسيدات، حيث الطلاب يذهبون للولايات المتحدة ويعودون ليبدؤوا أعمالا صغيرة أو متوسطة ومن ثم يوفرون وظائف للآخرين.
وهذا ما فعلته بعض السيدات. وعلينا أن نؤمن بأهمية الاستثمار في المرأة كاستراتيجية لخلق فرص عمل ولنمو الاقتصاد العالمي.
سأخبرك أمرا.. يوجد اليوم أكثر من 200 مليون سيدة أعمال في جميع أنحاء العالم يجنين أكثر من 10 تريليونات دولار سنويا، ومكتب خدمات الولايات المتحدة للتجارة الخارجية يعمل بجد لبناء شراكات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، كما أننا نشجع سيدات الأعمال السعوديات ورجال الأعمال على المشاركة في البعثات التجارية والأنشطة والبرامج، والتحدث معنا حول كيف يمكننا مساعدتهم على النجاح.
ونلاحظ هنا في السعودية الكثير من الجهود غير العادية في مجال الأعمال، ويعود ذلك إلى العقول الذكية من الرجال والنساء.
هل هناك نقطة تودون إلقاء الضوء عليها قبل أن نختم لقاءنا؟أود أن أقول إنني وزوجتي جانيت، عشنا في العامين الأخيرين أروع تجربة هنا في المملكة، عندما قوبلنا بحرارة، وشاركنا الطموح مع مختلف الشرائح هنا للوصول إلى النجاح من الشباب، والمهتمين بالأعمال والتعليم وغيرهم. ونحن نعتقد أن مواطني هذا البلد يريدون أن يكون بلدهم هذا عظيما.
نيابة عن الشعب الأميركي أود أن أؤكد لك ولجميـع السعوديين أنه تربطنا صداقة متينـة وعلاقـة خاصة، وتعود أصول الشعـب الأميركي إلى خلفيات وثقافات وديانات متنوعة، ولكن الشعب كلـه يتفق على المبادئ الإنسانية والقيم الأساسية والولاء والاحترام للعائلة وكرم الضيافة، خاصة للسعوديين.