وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع الطلب على النفط وتعتبر قرار أوبك "معقولا"

مصافي النفط ستعالج مزيدا من الخام على المستوى العالمي خلال الربع الأخير

النعيمي يجيب على أسئلة الصحفيين عقب اجتماع أوبك في فيينا أمس
فيينا، باريس: رويترز

قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي للنفط عما هو متوقع خلال العام الجاري والعام المقبل وذلك بفعل ارتفاع قوي فاق التوقعات في استهلاك الوقود بكل من أمريكا الشمالية وآسيا.
وأوضحت الوكالة التي تقدم المشورة إلى 28 دولة صناعية في تقريرها الشهري عن أسواق النفط أن الاستهلاك العالمي للنفط سيبلغ في المتوسط 84.4 مليون برميل يوميا في عام 2009 بانخفاض 2.2 % مقارنة بالعام الماضي بسبب التباطؤ الاقتصادي.
إلا أنها قالت في التقرير إن الطلب على النفط سيشهد انتعاشا خلال عام 2010 وسيرتفع 1.3 مليون برميل يوميا أو ما يزيد على 1.5 % وذلك مع تأكد الانتعاش الاقتصادي.
واعتبرت وكالة الطاقة قرار منظمة أوبك إبقاء أهداف إنتاج النفط دون تغيير قرارا معقولا في ضوء الوضع الاقتصادي الذي لايزال هشا. فيما أكد مندوب في منظمة أوبك أمس أن المنظمة ستعقد اجتماعا في 22 من ديسمبر في العاصمة الأنجولية لواندا. وكان المندوب يتحدث بعد اجتماع اتفقت فيه أوبك على ترك مستويات إنتاجها المستهدفة بلا تغيير بعدما عبرت السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم عن أملها في أن يعزز تحسن الاقتصاد سعر النفط وهونت من تضخم المخزونات.
وقد أبقت المنظمة مستويات إنتاجها الرسمية المستهدفة بلا تغيير منذ أن أعلنت أواخر العام الماضي عن تخفيضات قياسية للإنتاج مقدارها 4.2 ملايين برميل يوميا من مستويات إنتاج سبتمبر 2008.
وكما كان متوقعا على نطاق واسع لم ير الاجتماع الذي بدأ في ساعة متأخرة أول من أمس واستمر نحو ثلاث ساعات حاجة لتغيير الإنتاج رسميا وإن كان بعض أعضاء أوبك دعوا إلى تشديد الالتزام بالقيود القائمة.
ومنذ البداية قال وزراء في مقدمتهم وزير البترول السعودي المهندس على النعيمي إن ارتفاع الأسعار فوق 71 دولارا للبرميل يعني عدم ضرورة اتخاذ إجراء.
وقال النعيمي إن التعافي الاقتصادي يحرك السعر وإن السوق تتجاهل ارتفاع مستويات المخزون.
وأبلغ النعيمي الصحفيين "يجب أن تدركوا أن هناك تغيرا جوهريا في السوق. النمو الاقتصادي هو العامل الأساسي.. هو ما سيحرك السعر. مادام هناك نمو اقتصادي سيرتفع السعر. "نحن راضون عن مستوى السعر.. سيظل عنده لبعض الوقت".
وتسري التخفيضات منذ مطلع العام الحالي لكن درجة التزام المنظمة تراجعت من ذروة بلغت 80 % إلى أقل من 70 % مع تحسن السعر. وساهم تراجع الالتزام في زيادة المخزون ليصل بحسب وكالة الطاقة الدولية إلى ما يعادل نحو 62 يوما من الطلب الآجل أي أكثر نحو عشرة أيام عما تقول أوبك إنه مستوى مناسب.
ومع صعود النفط وأسواق أخرى استجابة لتحسن الثقة في الاقتصاد العالمي رفعت أوبك طموحاتها للسعر.
وفي وقت سابق هذا العام عندما كان الاقتصاد لايزال هشا قالت السعودية إنها يمكن أن تتعايش مع أسعار للنفط في حدود 50 دولارا للبرميل.
وأشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن التعديل بالارتفاع في تقديرات الطلب على النفط يرجع بصورة كبيرة إلى المستهلكتين الكبيرتين - الولايات المتحدة والصين - إلا أنه من المرجح إتيان كل الزيادة تقريبا في الطلب العالمي من الدول النامية خلال العام المقبل.
وتتوقع الوكالة أن تعالج مصافي النفط مزيدا من الخام على المستوى العالمي خلال الربع الأخير من العام الجاري مقارنة بالفترة المقابلة من 2008 لتسجل أول زيادة سنوية منذ أكثر من عام. وقال محللون إن أوبك التي تضخ أكثر من ثلث إمدادات النفط العالمية مازالت تحجم عن اتخاذ إجراء أقوى من اللازم قد يلحق الضرر بالاقتصاد الذي لايزال في طور التعافي.
وقال ديفيد فايف رئيس إدارة أسواق وصناعة النفط بالوكالة إن الاستهلاك العالمي للنفط سيتحسن ثانية قرب نهاية العام الجاري بعد فترة من الضعف الشديد خاصة في الاقتصادات الكبيرة المتقدمة.
وتابع "سيتقلص التراجع السنوي مع اقترابنا من نهاية عام 2009 ثم سنشهد مع بداية 2010 نموا سنويا في الطلب العالمي".