موضوع: قصة أبواب« المسجد النبوي» الإثنين يناير 05, 2009 10:53 pm
جريدة الحياة
قبل أن يهديها الملك فهد إلى «مثوى الرسول» الأعظم ... قصة أبواب« المسجد النبوي» من 3 إلى 85 باباً ... صُنِعت من «الساج» الفاخر ومرّت ببريطانيا وفرنسا وإسبانيا
شهد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بفتح أبواب المسجد النبوي الشريف على مدى الليل والنهار، ترحيباً واسعاً بين رواد المسجد الذي تشد إليه الرحال من أقصى بقاع العالم. غير أن الحديث يمكن أن يتجاوز مشاعر أولئك نحو القرار الجديد الذي فاجأهم، إلى «البقعة الطاهرة» التي تميزت بضمها جسد النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام... وكيف كانت أبوابها على مر العصور؟ وعلى رغم أن المسلمين كافة يشهدون للعهد السعودي بتخصيص الحرمين الشريفين بقدر من الرعاية أكبر من أي عهد سلف، إلا أن ذلك التقدير يمكن أن يتضاعف لو أجريت مقارنات بين أجزاء ولو يسيرة من المسجدين قبل حين، وبينها حاضراً. وبما أن القرار جاء موجهاً بفتح «الأبواب»، فإن «الحياة» اكتفت بالوقوف عند هذا الجزء الذي يلج منه كل الزوار، ولكن لا يقفون كثيراً عنده متأملين، وهو الذي يعد «تحفة معمارية» بديعة التناسق والجمال. فإلى جانب اعتبار المملكة العربية السعودية أول دولة تشرّع أبواب الحرم أمام الزائرين على مدى الليل والنهار، هي كذلك أول دولة بلغ فيها عدد أبواب المسجد النبوي 85 باباً، جلبت من كل أنحاء العالم، ومرت بمراحل من الصقل والزخرفة والتجفيف، لم يسبق لها مثيل، شأنها شأن كل أجزاء الحرمين الشريفين. وبقراءة تاريخ توسعة المسجد النبوي نجد انه أول ما بنى الرسول المسجد النبوي أقيمت للمسجد ثلاثة أبواب من الجهة الجنوبية والغربية والشرقية، وهي أبواب: الرحمة، وجبريل، وأبو بكر الصديق، التي لا تزال موجودة حتى الآن. وكانت تلك الأبواب تكفي رواد المسجد آنذاك، إذ تبلغ مساحته نحو 100 في 100 ذراع، قبل أن تصير القبلة إلى ناحية الكعبة المشرفة. وروى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس 16 أو 17 شهرا» وذكر القرطبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام رهطا على زوايا المسجد ليعدلوا القبلة فأتاه جبريل عليه السلام فقال: «يا رسول الله ضع القبلة وأنت تنظر إلى الكعبة»، وعندما تحولت القبلة نحو الكعبة المشرفة في شعبان من السنة الثانية للهجرة أُغلق الباب الذي في الحائط الجنوبي، وحل محله باب في الحائط الشمالي. ويذكر المؤرخون أنه تولى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله إمارة المؤمنين، شرع في توسعة المسجد سنة 17هـ فقام بشراء الدور التي حول المسجد وأدخلها فيه، فأضيفت 3 أبواب جديدة إلى المسجد. ولم يزد ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه في عهده أية أبواب جديدة، بل بقيت كما كانت 6 أبواب، قبل أن يستحدث باب النساء. لكن التطور الأبرز في ذلك العهد حدث، بحسب رواية المؤرخين، في خلافة الوليد بن عبدالملك، الذي وسع المسجد، ووضع له 20 باباً منها ثمانية جهة الشرق، وزين الأبواب من الداخل بالرخام والذهب والفسيفساء. ثم توالت التوسعات للمسجد بعد ذلك، ففي عمارة الخليفة العباسي المهدي بن المنصور بلغ عدد الأبواب نحو 24 باباً، منها ثمانية أبواب في جدار الحائط الشرقي ومثلها في جدار الحائط الغربي وأربعة في جدار الحائط الشمالي ومثلها في جدار الحائط الجنوبي. وفي سنة 852هـ في عهد السلطان الظاهر سيف الدين جقمق فُتح باب بالجهة الشمالية بالمقصورة الخشبية التي وضعها السلطان بيبرس. أما في عهد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي (886 -888هـ) فقد وقع الحريق الثاني للمسجد النبوي بعد حريق عام 655 هـ وقد بدأ هذا الحريق في ليلة الثالث عشر من رمضان عام 886 هـ على إثر صاعقة انقضت من السماء ونزلت على المئذنة الرئيسية في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد، ثم انتقلت إلى سقف المسجد ومنه إلى مختلف أجزائه، وتصدعت على إثره جدران المسجد وبعض مآذنه وتحطمت معظم أعمدته واحترقت المقصورة والمنبر. تمت الكتابة بذلك إلى السلطان الأشرف قايتباي، فأمر بإعادة بناء المسجد كله وامتدت العمارة حتى رمضان 888هـ ، جرى فيها زيادة مساحة المسجد، ولكن سدت معظم أبواب التوسعة العباسية، وبقي للمسجد 4 أبواب فقط، وبقي المسجد النبوي الشريف بعد قايتباي قرابة أربعة قرون من دون أن يشهد عمارة كبيرة إلى أن جاء السلطان عبدالمجيد العثماني فأمر بتعميره عام 1265هـ. وقد بدأت عمارة السلطان العثماني عبد المجيد خان عام 1265هـ وانتهت عام 1277هـ (أي أنها امتدت حوالى 12 عاماً) وتكلفت العمارة 750 ألف جنيه مجيدي. حافظت هذه العمارة على الأبواب الأصلية للمسجد: باب السلام، وباب جبريل، وباب النساء، وباب الرحمة، مع إضافة باب خامس في الجهة الشمالية سمي بباب «المجيدي» نسبة إلى السلطان عبدالمجيد. وبدأ التوسعات في عهد الدولة السعودية الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، الذي احتفظت توسعته بالأبواب الخمسة التي كانت في التوسعة المجيدية، وأضيف إليها مثلها، فأصبح مجموعها 10 أبواب، 3 منها بثلاثة مداخل باب الملك، وباب عمر بن الخطاب، وباب عثمان بن عفان، وباب عبدالعزيز، والباب المجيدي. فأصبحت بمجموعها عشرة أبواب. حتى جاءت أكبر توسعة في تاريخ المسجد في عهد خادم الحرمين الشريفين، وهي التي بدأت عام 1405 هـ وبلغت مساحتها 400500 متر مربع، لتستوعب 650 ألفاً من المصلين، وأُحدثت مداخل كبيرة في النواحي الشمالية والشرقية والغربية، ويشتمل كل من هذه المداخل على خمسة أبواب متجاورة بعرض ثلاثة أمتار، كما يوجد باب جانبي بعرض ستة أمتار في كل من جانبي المدخل الكبير، وبذلك يصبح عدد الأبواب في كل مدخل كبير سبعة. وبني المدخل من الحجر الإصطناعي المكسو بالرخام من الداخل وبالجرانيت من الخارج، وركبت في هذه المداخل أبواب ضخمة يبلغ ارتفاع الواحد منها ستة أمتار وعرضه ثلاثة. وتطلب صنع أبواب المسجد النبوي كميات كبيرة من خشب الساج، تم الحصول على ما هو متوافر منه في أنحاء من العالم، وجفف آلياً بالمملكة المتحدة ثم شحن إلى اسبانيا، إذ صنعت هنالك الأبواب وفق أساليب عريقة لم تستعمل فيها المسامير أو الغراء. أما العناصر الزخرفية النحاسية فصبت في فرنسا وصقلت ثم طليت بالذهب في مغاطس قبل تركيبها. وبلغ وزن الباب الواحد عند تركيبه 2.5 طن، وزاد عدد مداخل المسجد، وأصبح عدد الأبواب 85، منها 29 باباً لدخول النساء، علماً بأن الأبواب الرسمية (عشرة) فقط، هي (السلام والرحمة وجبريل والنساء والصديق وعبدالعزيز وعثمان بن عفان والمجيدي وعمر بن الخطاب وسعود) أما بقية الأبواب فهي عبارة عن مداخل تابعة للأبواب الرئيسية، ولذلك جرى الاكتفاء بترقيمها من دون إضافة أسماء إليها.
المتفائله عميــدة الأقسام نائب المشرف العام علي منتديات عائلة العراقي المكيه
عدد الرسائل : 16915 العمر : 64 العمل/الترفيه : عمـيـدة الأقســــام مزاجي : رقم العضوية : العضوية العراقيه من الطبقة الأولي تاريخ التسجيل : 14/08/2008
موضوع: رد: قصة أبواب« المسجد النبوي» الثلاثاء يناير 06, 2009 11:07 pm
زائر زائر
موضوع: رد: قصة أبواب« المسجد النبوي» الثلاثاء يناير 06, 2009 11:11 pm